حوار مع مؤلف کتاب «تمام نهج البلاغة پنجشنبه ۲۸ آبان ۱۳۹۴ 7:47

في عدد سابق أجرينا حواراً مع السيد صادق عندما أدخل ((تمام نهج البلاغة)) إلى الأمم المتحدة..
في هذا الحوار من جديد ما يستدعي القول: ان الحاجة إليه نابعة، إضافة إلى كل ما سبق.. من حق معرفة كيف يفكر العالم الذي اقتحمه السيد صادق بإنجازه الكبير، تجاه المسلمين، في مرحلة يتسابق فيها تقديم الاسلام بين ثقافة الحوار وسكاكين داعش.. وقد آن الأوان أن يفهم من يريد أن يعرف ان الاسلام نموذج يؤخذ مما أنجزه السيد الموسوي.. وليس مما يدعو إليه أبو بكر البغدادي.
# ما هو تقييمك لهذا الاهتمام الدولي والمسيحي بكتابكم ((تمام نهج البلاغة)) للإمام علي؟ هل كنت تتوقعه؟
- ((ربي اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي)). في البداية لأننا في أجواء ذكرى استشهاد الحسين بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومصباح الهدى وسفينة النجاة كما ورد عن النبـي الصادق في حقه فلا بد من الاشارة إلى أن المنطق الذي برر مجابهة ومقاتلة البقية الباقية من أهل بيت النبوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً هو الذي يتمسك به اليوم القلة من المتطرفين الذين يستهينون بدماء المسلمين ويمارسون القتل بأبشع الأساليب بحق من يعارضونهم إلى أية جهة انتموا، فبقليل من استرجاع ما فُعل بآل بيت الرسول في كربلاء من قتل وسحق بسنابك الخيل وتمثيل بالجثث الطاهرة وأسر لحرائر أهل البيت نفهم كيف يبرر الارهابيون جرائمهم بحق الأبرياء في مختلف البلاد الاسلامية ومن كافة المذاهب والأديان وحتى بإخوانهم في العقيدة المتطرفة، والمؤسف ان هذا وذاك يُلصق بالإسلام الحنيف دين الرحمة والمحبة، والاسلام منهم ومن صنائعهم براء.
أما بالنسبة للسؤال فإن شخصية الإمام علي عليه السلام، رغم التكتيم والتشويه اللذين حاول أعداؤه ممارستهما بحقه طوال 14 قرناً لم تزل تأخذ بألباب أهل العلم وعشاق الحقيقة، وتسحر قلوب الذين يقدرون الفضيلة والطهارة والقيم، ولذلك نرى ان كثيراً من الذين لا يدينون بدين علي عليه السلام أيضاً، لا يترددون في الاعتراف بعظمة هذه الشخصية الفذة، وهذا ما لمسته أنا أثناء تجوالي في مختلف الاقطار ولقاءاتي مع كبار الشخصيات من كافة الملل والمذاهب، فما دفع الاهتمام الكبير للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون بلقائي وخرقه البروتوكول الخاص في تعامله مع الشخصيات من مختلف الدول وإرساله رسمياً كتاب شكر لي على اللقاء ليس تقديراً لشخصي الذي لا يملك أية صفة رسمية بل لإدراكه عظمة الشخصية التي بسببها تحدد اللقاء، وممثل ايران في الأمم المتحدة الدكتور خزاعي الذي بذل الجهد من أجل تعيين الموعد لم يحرك بأمر رسمي من الدولة الايرانية كما هو المتعارف بل بدافع معرفته بأهمية العمل التحقيقي الذي أنجزته والذي أخذ من عمري حوالى 28 عاماً وهو كان قريباً من تفتيشي في المكتبات المختلفة في الولايات المتحدة في بعض أسفاري التحقيقية، وكذلك ممثل ايران لدى اليونسكو الذي هو أيضاً شخصية علمية، وأيضاً السفير الايراني في لاهاي مقر محكمة العدل الدولية، أما السفير الايراني لدى الفاتيكان فهو عالم دين يعرفني منذ أيام النجف الأشرف ويعرف أيضاً أهمية العمل العلمي التحقيقي خاصة بالنسبة لعلي بن ابي طالب الذي بذل أعداؤه طوال القرون كل الجهد للتعمية عليه وإخفاء فضائله ومناقبه عن الأمة والعالم.
أما الجانب المسيحي، فإن كل من عرف قليلاً الإمام علي وفهمه للإسلام ورؤيته للحياة والانسان إلى أي دين انتمى يرى فيه المثل الأعلى للتسامح المنطلق من جوهر الدين، كيف لا وقد أمر الله تعالى في محكم كتابه بقوله: ((قولوا آمنّا بالله وما أُنزل إلينا وما أُنزل إلى ابراهيم واسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أُوتي موسى وعيسى وما أُوتي النبيّون من ربّهم لا نُفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون))، والنبـي الأكرم لم يذكر من سبقوه من الانبياء والرسل إلا بأجلّ الأوصاف فكان يقول: ((أخي موسى، وأخي عيسى و.. والاحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم التي تذكر كلام من سبقوه من الانبياء وتستند إليه وفيرة في مصادرنا الاسلامية، وليس مستغرباً ذلك لأن معينهم جميعاً واحد ومرسلهم كلهم هو الله سبحانه لهداية الأقوام تارة والبشرية عامة مع الانبياء أولي العزم.
والإمام علي الوارث لمحمد مهام الإمامة والمجسد الكامل للإسلام وسلوكه، يمثل حقيقة الدين الذي جاء ليتمم مكارم الاخلاق ويبسط الفضائل الانسانية في العالم، قبل أن يعمل على نشر العدالة في المجتمع الاسلامي، لذلك نرى التاريخ يذكر حالات من تعامل الإمام علي عليه السلام مع اليهود والنصارى وغيرهم بطريقة جعلتهم ينجذبون نحو الاسلام الحنيف ويقولون: ((الله أعلم حيث يجعل رسالته)) إذعاناً لحقانية الدين من خلال سلوك علي عليه السلام.
وهذا الاهتمام الشديد والاستقبال الحار لمسته في أكثر من مناسبة واحتفال، فلقد رفع القس الأكبر في مدينة سياتل الأميركية كتاب تمام نهج البلاغة أمام حشود المصلين المكتظة بهم الكنيسة يوم الأحد قائلاً هذا كتاب الإمام علي بطريقة جعلت المصلين كلهم يصفقون واقفين متأثرين ومعجبين، وبيان وزير الثقافة الفاتيكاني في لقائي معه كان في غاية الاعجاب بالعمل التحقيقي والتقدير لشخصية أمير المؤمنين علي عليه السلام، ولا ننسى الذين كتبوا مقدمات على ((تمام نهج البلاغة)) من الشخصيات الدينية المسيحية اللبنانية المرموقة مثل المطران جورج خضر عن الروم الارثوذكس، والأب يوسف مونّس بصفته رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام.
وأنا كنت أتوقع هذا التعامل الإيجابي لأن القرآن الكريم قد ذكر صفات أصحاب القلوب الصافية من اتباع السيد المسيح عليه السلام بقوله: ((لتجدنّ أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسّيسين ورُهباناً وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق)).
فالله سبحانه قد أخبرنا من قبل ان كثيراً من المؤمنين بالمسيح ومن الرهبان والقسيسين خاصة لهم تقبل لمفاهيم الاسلام ويتأثرون بما جاء به خاتم الانبياء لسعادة البشرية وينشدون للقيم التي نادى بها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا الامر لمسته في كافة لقاءاتي مع مختلف طبقات المسيحيين حيث وجدتهم يكنون كل المحبة والاحترام لشخصية الامام علي عليه السلام خاصة بعد ان بينت لهم منطقه في التعامل مع غير المسلمين في فترة تسلمه زمام الحكم بعد مقتل عثمان، حيث ورد في بعض كلامه: ((أما والله لو استقامت لي الامة وثنيت الوسادة لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق لي التوراة فتقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله عز وجل في، ولأفتيت لأهل الانجيل بإنجيلهم حتى ينطلق الانجيل فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله عز وجل في، ولأفتيت لأهل القرآن حتى ينطق القرآن فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله عز وجل فيّ)) اي انه لم يفرض أحكام القرآن على اليهود والنصارى الذين يعيشون بين ظهراني المسلمين، بل يطبق على اليهود الاحكام المستخرجة من التوراة، وعلى النصارى الاحكام المستنبطة من الانجيل، ولما سمع وهو يسير في أزقة الكوفة ناقوساً يدق ايذاناً بشروع القداس عند المسيحيين المتواجدين في عاصمة خلافته لم ينفعل ولم يبادر الى ايقافه وكسر الناقوس، بل سأل من كان معه: هل تعرف ماذا يقول الناقوس؟ ثم اجاب بأنه يقول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
اذن مناخ التفاعل الايجابي كان وما يزال من قبل اطياف المسيحيين مع شخصية الامام علي عليه السلام الذي هو بنظرنا الصورة طبق الاصل عن رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه ربيبه ووزيره وأمينه ووصيه ووارث علمه.
# هل هو اهتمام من جديد بالاسلام، من خلال الاطلاع على فكر وثقافة احد ابرز رجالاته؟
- من الطبيعي ان العالم بدأ يهتم اكثر بالاسلام بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة المرجع الديني الامام الخميني رضوان الله عليه، لأنه رأى مدى قدرة شخص يجلس في منـزل متواضع وعلى بساط رقيق ويعيش زاهداً في الدنيا على شحن الجماهير المليونية من كافة الاطياف والمذاهب والتوجهات ليواجهوا أعتى قوة في منطقة الشرق الاوسط ويسقطوا نظام شاه ايران المدعوم من كافة القوى الاقليمية والدولية، والامام الخميني كان دوماً يؤكد انه يسير على منهج النبي محمد والامام علي وأئمة اهل البيت عليهم جمعاً سلام الله، وهذا دفع العالم الى التمعن والتحقيق في شخصية الامام علي الذي هو القدوة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لمعرفة ما خفي طوال القرون الماضية عن هذه الشخصية الفذة، خاصة بعد ان قمنا بجمع ما ورد عنه بتمامه وليس مختاراً ومقطعاً كما في نسخة الشريف الرضي رضوان الله عليه، مع ترتيب وتبويب موضوعي وتاريخي يسهل للقارىء فهم الكلام ومعرفة علاقة ما صدر عن الامام علي بالزمان بالمكان وارتباط الجملة بما قبلها وما بعدها، مما يساهم كثيراً في الفهم الصحيح لما أُثر عن هذه الشخصية العظيمة والمحورية في الاسلام وتكوين صورة صحيحة عن الاسلام الحنيف.

اهتمام بسلمية الاسلام
# هل هو اهتمام بالاطلاع على صورة سلمية حضارية للإسلام، بعد ان ساد في الغرب وفي نفوس المسيحيين تصور عن الظلامية والارعاب وكراهية الآخر عند بعض الجماعات الاسلامية؟
- صحيح، ان الشعوب في الغرب عموماً تبحث عن المبادىء السامية والقيم الانسانية رغم ان القيادات فيها في اغلب الاوقات ووسائل الاعلام التي تسيطر عليها مافيات صهيونية وتجار الحروب يلعبون بالعواطف لدى المواطنين ويوجهونها باتجاه مصالحهم في استعمار الشعوب المستضعفة وتسويق انواع الاسلحة وخلق حروب ونزاعات بين الامم والاقوام والاديان والمذاهب لتمص هي دماء الناس وتنهب ثروات الدول وتهيمن على مصائر الشعوب، ولكن اذا استطعنا نحن ان نصل الى عقول وقلوب المواطنين في البلاد الغربية نجد منهم التجاوب الواسع، ومن جملة الوسائل التي من خلالها يحاول اعداء الاسلام الحؤول دون اقبال المواطنين في الغرب على الاسلام هو تشويه صورة الاسلام في اذهانهم، وقد صنعوا هم اولاً طالبان وقالوا انهم صورة الاسلام وسلطوا الاضواء على تصرفاتهم المشينة، ثم صنعوا ((القاعدة)) كنسخة اكثر بشاعة في السلوك وقالوا للناس في وسائل الاعلام ان هؤلاء يمثلون الاسلام، ثم أسسوا من خلال عملائهم ((داعش)) وأخواتها من التنظيمات الارعابية وكذلك ((بوكو حرام)) في افريقيا وبدأت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تطلع على مذابحهم الوحشية وتفننهم في عمليات القتل والتعذيب بحق الابرياء من مختلف الطواف والاديان، حتى في البلاد التي ينتمون فكرياً اليها، كل هذا ليقولوا للإنسان في الغرب الذي يريد الاقتراب من الاسلام والمسلمين والعقيدة الحقة: أنظر هؤلاء كيف يتعاملون مع أنفسهم ومع بني جلدتهم، وأبناء وطنهم بوحشية لا يتصورها عقل انسان، فتشمئز عندئذ النفوس وتمتنع عن الاقبال على الاسلام الحنيف، والا فما معنى عمليات التصوير الممنهجة بالطريقة الهوليوودية للأعمال البشعة وعمليات الحرق والتمثيل وتهافت وسائل الاعلام عليها وتسابقها على نشرها وهي التي تحذف اي شيء يفضح ممارسات الصهاينة المجرمين عن مواقعها بسرعة وتلغي المواقع التي تنشر الحقائق التي لا تروق لقوى الاستكبار والصهيونية.
لكن الفرصة الآن متاحة لنقول للعالم هذا نموذج الاسلام الحق الذي لم ينظّر له علي بن ابي طالب فقط، بل طبقه على نفسه ومارسه اثناء حكمه، وهو الذي يقول: اني والله ما أمرتكم بشيء إلا وسبقتكم الى العمل به، وما نهيتكم عن شيء إلا وسبقتكم الى تركه. وقد وجدت الأرضية جاهزة ومستعدة سواء في الوسط الديني او الوسط العلماني، فالجميع متلهف للحقيقة والقيم، وعندما يعرفون حقيقة الاسلام من خلال الامام علي الذي هو متفق عليه بين المسلمين جميعاً، فالشيعي يراه إماماً له ووصياً منصوصاً عليه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وباقي المذاهب الاسلامية يرون فيه الخليفة الراشد الرابع والاخير الذي من بعده تحولت الخلافة ملكاً عضوضاً حسب ما نصت عليه الاحاديث الصحاح عندهم، فأمير المؤمنين علي بن ابي طالب هو القاسم المشترك بين كافة الفرق الاسلامية والجميع يقبل به ممثلاً حقيقياً للإسلام الصحيح، ومن خلاله يمكن لفرق المسلمين كافة التعرف على الاسلام الحق دون اختلاف.

جهد مضن لاقى التقدير
# لو لم تكن سيداً من أهل البيت، وإيرانياً، هل كنت تتوقع هذا الاهتمام؟
- أولاً أنا أتشرف بانتسابـي الى رسول الله الذي هو أشرف خلق الله وسيد النبيين، لكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أرسل رحمة للعالمين وهادياً لجميع الناس الى الصراط المستقيم، واهتمام الاوساط المختلفة بهذا العمل التحقيقي ناتج عن معرفتها بالجهد المضني الذي بذلته طوال حوالى 28 عاماً أبحث في المكتبات شرقاً وغرباً من الهند واليمن والعراق وايران والحجاز وشمال افريقيا وعموم اوروبا واميركا وكندا، وقد طالعت لأجل هذا العمل التحقيقي اكثر من ثمانين الف كتاب مع ما في هذا الامر من صعوبات جمة خاصة ان كل هذه المسيرة كانت بجهد شخصي أعانني فيه بعض الخيّرين وعشاق اهل البيت ومحبـي العمل الثقافي، ومن الطبيعي ان كتاباً يزيد عدد عناوين مصادره عن 1200 مصدر من أمهات الكتب المعتبرة لدى مختلف المذاهب الاسلامية اضافة الى اعادة ترتيب نصوصه بشكل يهوّن على المطالع والباحث العثور على مبتغاه من كلام أمير المؤمنين من خطب وكلمات ورسائل ووصايا وغيرها حسب الترتيب الموضوعي والتاريخي اضافة الى ذكر المصدر وايراد سلسلة السند الوارد في كل مصدر ومقابلة النص مع اكثر من نسخة من المصادر ان وجدت، كل هذا يدفع كل مهتم بالامر الثقافي والعلمي الى تقدير الجهد الذي بذلته سواء كان من المسلمين او غير المسلمين، وهذا ما شاهدته اثناء زياراتي لمختلف المراكز الثقافية والمكتبات الكبرى في أرجاء العالم.
وللدلالة على مدى اهتمام المراكز العلمية بهذا العمل التحقيقي هو الرسالة التي بعث بها رئيس الحوزات العلمية في انحاء الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله حسيني بوشهري الى الامين العام للأمم المتحدة يشكره بإسم الحوزات العلمية كافة على التقدير الذي أبداه لكتاب ((تمام نهج البلاغة)) ولمحقق الكتاب، وتم ارسال الرسالة بصورة رسمية من خلال وزارة الخارجية الايرانية وسلمها ممثل ايران لدى المنظومة الدولية إلى الأمين العالم للأمم المتحدة، وهذا هو أول تواصل بين الحوزة العلمية والمؤسسة الدولية بصورة رسمية.
# هل يمكن القول ان الاهتمام الغربي بكتابك المرجع، هو جزء من مسار الاهتمام بإيران، حتى الوصول إلى اتفاق نووي يصفه الايرانيون بأنه جاء لمصلحتهم؟
- لقد بدأت بالتجوال في مختلف مكتبات العالم منذ أكثر من ربع قرن وتعرّف عليّ المهتمون بالأمور الفكرية والثقافية والعلمية في أثناء المسيرة الطويلة، ولم يؤثر الجوّ السياسي في عملي العلمي حتى في أصعب الظروف السياسية ولكن من الطبيعي أن زوال الصورة القاتمة التي كانت لدى الغرب عن الجمهورية الاسلامية في إيران سابقاً والمناخ الانفتاحي الذي جاء به الشيخ حسن روحاني في التعامل مع العالم الخارجي أفسح في المجال أكثر لتبيين الصورة الناصعة للإسلام خاصة ان حقيقة المجموعات الارعابية المدعية الاسلام كذباً انكشفت ولم يعد أحد من المسلمين يؤيد تصرفاتها الوحشية ولا ارتباطها بالإسلام واتفق علماء الأزهر الشريف والمملكة العربية السعودية والحوزة العلمية في النجف الأشرف والحوزات العلمية في قم وباقي المدن الايرانية على تبرئة ساحة الاسلام الحنيف من التصرفات اللاإنسانية للمجموعات التكفيرية الارعابية.
وهنا أصبحت المسؤولية علينا أكبر لنتواصل مع النخب والمثقفين والمراكز العلمية في أرجاء العالم لنبين لهم الاسلام الناصع من خلال التعريف بشخصية ربيب الرسول وأقرب الناس إليه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

نوشته شده توسط محمد باقر انصاری  | لینک ثابت |