[القرضاوي .. وعلماء السعودية]
من عجائب العبر لمن يريد أن يعتبر قصة القرضاوي وعلماء السعودية.. فقد ورد في الأخبار اليوم أن السعودية ورابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي، وغيرها من الهيئات، ضمت القرضاوي إلى لائحة الإرهاب..
وهذا ليس عجيبا، وإنما العجب في تلك المهور الغالية التي قدمها القرضاوي منذ فترة طويلة ليكسب ود هؤلاء العلماء، ويكسب معهم ود السلطة الحاكمة في السعودية.. لكن كل ذلك ضاع، وبين عشية وضحاها.
كان القرضاوي في الفترة التي كان فيها صديقا للغزالي والبوطي وغيرهما، ينادي بالوحدة الإسلامية، والتقريب بين المذاهب الإسلامية، وكان يخطب في كل مناسبة بهذا ومثله.. لكنه بعد أن بلغ من العمر عتيا، راح ينقض كل مشروعه في هذا، ويصرخ في كل المجالس بأنه كان مخطئا، وأن علماء السعودية كانت لهم البصيرة النافذة التي لم تكن لديه.
ولم يكتف بذلك.. بل راح يتحول إلى وهابي أكثر من الوهابيين، وملكي أكثر من الملك نفسه.. وأدخل نفسه في متاهات كثيرة خدم بها المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة.. ولم يستطع وهو في رئاسة اتحاد علماء المسلمين أن يصدر بيانا واحدا يستهجن فيه ما يحصل لليمن وأطفال اليمن في نفس الوقت الذي أصدر فيه عشرات البيانات التي تحطم الأمة، وتهدد وحدتها.
بعد أن فعل كل هذا.. وبعد أن قضى كل الفترة الأخيرة من عمره يشتغل بوقا من أبواق الفتنة.. وهو في كل محل يمدح علماء السعودية، ويثني عليهم، ويعتز بصداقتهم.
ها هم في الأخير، وبعد أن نالوا منه ما أرادوا، وبعد أن احترقت أوراقه.. يتهمونه بتهمة الإرهاب.. وهو بها حقيق.. ألم يقل هو نفسه بأن علماء السعودية أكثر بصيرة منه؟.. فليقبل بصيرتهم.. وليقبل موقفهم.. وليكن شجاعا في قبول هذا اللقب الذي أعطوه إياه جزاء لخياناته لمبادئه، وللأمة.. فالله لا يضيع عنده عمل حسنا كان أو سيئا.
