الأولی:
يعلم الجميع ممن له أقل اطلاع على الأوضاع السياسية في إيران أن إعدام المنافقين آنذاك كان بسبب جريمتهم الواسعة في اغتيال و قتل مسؤولي الحكومة و الناس العاديون في الشوارع و المحلات المختلفة.
بدأ مسلحو تنظيم المنافقين إرهابهم المسلحة بعد خلع مجلس الشورى الإسلامي للرئيس الخائن أبو الحسن بني صدر من الرئاسة و هروبه مع زعيم المنافقين مسعود الرجوي إلى باريس و نتيجة لذلك خاب أمل المنافقين من الحكم على البلاد، فبدأوا أعمالهم الارهابية. ففي قصف و تفجيرهم مبنى حزب الجمهورية الإسلامية ، قتلوا ٧٢ مسؤولاً من شخصيات الجمهورية الإسلامية بطريقة يصعب التعرف على جثثهم. و كان من بينهم الشهيد آية الله د. بهشتي الذي كان من الشخصيات البارزة في الحكومة و كذلك عدد من أعضاء مجلس الشورى الإسلامي وغيرهم.
ثم انهم قاموا بعد قليل بتفجير مبنى الرئاسة الجمهورية و قتلوا الرئيس محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر.
كما قتلوا آية الله علي القدوسي وعدد من القضاة والموظفين بتفجیر مقر الادعاء العام الثوري.
و كما قاموا باغتيال عدد من ائمة الجمعة في مختلف المدن الإيرانية منهم الشهيد مدني ، الشهيد أصفهاني ، قاضي طباطبائي، دستغيب الشيرازي ، صدوقي اليزدي ، إحسان بخش إمام جمعة رشت و خورسند إمام جمعة كازرون ، ضمن عمليات انتحارية.
اضافة على ذلك قتلوا عددًا من عناصر الحرس الثوري بوسائل تعذيب متعددة مثل وضع أقدامهم في الماء المغلي ونحو ذلك.
انهم في جرائمهم الوحشية لن يكتفوا بقتل و اغتيال مسؤولي الحكومة فحسب، بل قاموا باغتيال حوالي 17 ألف شخص عادي في شوارع المدن الإيرانية من بينهم رجال الدين و من كان له أقل لحية، او ظاهره كرجل مؤمن، سواء في متجر أو في الشارع، أثناء ركوبهم على دراجة نارية التي كانوا يطلقون منها النار على أهدافهم من بندقيتهم و كانوا يفرون من مکان الحادث سریعاً.
إذن بالنظر إلى هذه الظروف، السؤال هو: هل هؤلاء المجرمين کانوا لا يستحقون الإعدام ؟! لو حدثت هذه الجرائم في دولة أخرى فكيف سيرد مسؤولوها ؟! لو حدث هذا في إسرائيل المحتلة ماذا كانت ستفعل السلطات ؟! انهم کیف يتعاملون مع الفلسطينيين المظلومين الذين یقتلونهم و یطردوهم من وطنهم ؟! بالنظر الی هذه الظروف، أصبح من الواضح الآن من هو "الجزار".
ومن عجائب العصر كيف قامت الدول الأوروبية والولايات المتحدة بإيواء هؤلاء المنافقين الجلادين والإرهابيين في بلادهم ، وبسبب العناد مع جمهورية إيران الإسلامية ، أزالوهم من قائمة الإرهابيين الخاصة بهم ؟! ألم يغتالوا الأمريكان في إيران قبل الثورة ؟! لماذا قامت فرنسا، التي تعتبر بلادها ما يسمى بمهد الحضارة وحقوق الإنسان، بإيوائهم و السماح لهم لکی یقیموا بعقد مؤتمر هناك كل عام و یدعوا الأشخاص، سيئي السمعة والمكروهين، الأمریکیین و غیرهم، للتحدث فیه بالقاء الخطابات التافهة و الوعود الفارغة ثم يدفعون الیهم ثمناً باهظاً على كلامهم ؟! ألعار و الخزی على هذه الحضارة الغربية ومعاييرها المزدوجة.
الثانیة:
نفتالي بينيت، رئیس وزراء النظام الصهیونی، يحتج على إعدام المنافقين الجلادين والمجرمين، فيما يعرف نظامه بـ "الجزار الإسرائیلی" و "نظام قتل الأطفال". فانه لأكثر من سبعين عاما، يقوم هذا النظام الإجرامي بقتل وتشريد الفلسطينيين المضطهدين و تدمیر منازلهم و بساتین زیتونهم. إنه یقذف قنابل عنقودية على الفلسطینیین العاجزين في قطاع غزة والضفة الغربية و لا يرحم العجائز والشيوخ والأطفال، ولا يسمع ابداً أنینهم و عویلهم.
و قد ارتكب رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، الذي يحمل الرقم القياسي لأطول فترة كرئيس للوزراء في الأراضي المحتلة منذ 12 عامًا، معظم الجرائم ضد الفلسطينيين. فقد أغارعدة حروب في جنوب لبنان وقطاع غزة، والتي کانت ضحيتها نساء وأطفال وشيوخ. و لم تكن عملياته الإرهابية خارج حدوده قليلة، وكان اغتيال العلماء النوويين في إيران، بمن فيهم الشهيد فخري زاده، من أفعاله المخزية و المجرمة.
والحاصل ان الجرائم التي لا مثيل لها التي ارتكبها الإسرائيليون عبر تاريخهم الممتد 70 عامًا ضد الفلسطينيين وغیرهم قد شوهت واسودت وجوههم في تاريخ الإنسانية. ان مجازرهم في هذه الفترة المشينة وصلت إلى أكثر من 50 مرة، منها مقتل قانا وصبرا وشاتيلا ودير ياسين وعين الزيتون وبيت دراس وأبو شوشة وطنطورة وعمود الرملة وباب العمود وعدة مرات مجازرهم في حيفا والقدس الشريف والتي قتلوا خلالها آلاف الفلسطينيين وشردوا الآلاف الآخرين. وفي الواقع جرائم إسرائيل والفظائع التي قامت بها إسرائيل خارج عن نطاق مقال واحد.
و القارئ الکریم لمزيد المعلومات حول هذا الموضوع، بامکانه الرجوع الی الفصل الخامس من كتاب " جنایات آمریکا در طول تاریخ" (الجرائم الأمريكية عبر التاريخ) لنفس کاتب هذا المقال.
اذن وفق هذه الأمثلة القليلة، هل "الجزارون الإرهابيون" في الأراضي المحتلة أم في طهران ؟؟ !!
