شرح نهج البلاغة (ابن ابی الحدید المعتزلی) ج : 9 ص : 53
قال الشعبي فأقبل عبد الرحمن على علي بن أبي طالب فقال عليك عهد الله و ميثاقه و أشد ما أخذ الله على النبيين من عهد و ميثاق إن بايعتك لتعملن بكتاب الله و سنة رسوله و سيرة أبي بكر و عمر فقال علي ع طاقتي و مبلغ علمي و جهد رأيي و الناس يسمعون. فأقبل على عثمان فقال له مثل ذلك فقال نعم لا أزول عنه و لا أدع شيئا منه ثم أقبل على علي فقال له ذلك ثلاث مرات و لعثمان ثلاث مرات في كل ذلك يجيب علي مثل ما كان أجاب به و يجيب عثمان بمثل ما كان أجاب به. فقال ابسط يدك يا عثمان فبسط يده فبايعه و قام القوم فخرجوا و قد بايعوا إلا علي بن أبي طالب فإنه لم يبايع. قال فخرج عثمان على الناس و وجهه متهلل و خرج علي و هو كاسف البال مظلم و هو يقول يا ابن عوف ليس هذا بأول يوم تظاهرتم علينا من دفعنا عن حقنا و الاستئثار علينا و إنها لسنة علينا و طريقة تركتموها. فقال المغيرة بن شعبة لعثمان أ ما و الله لو بويع غيرك لما بايعناه فقال عبد الرحمن بن عوف كذبت و الله لو بويع غيره لبايعته و ما أنت و ذاك يا ابن الدباغة و الله لو وليها غيره لقلت له مثل ما قلت الآن تقربا إليه و طمعا في الدنيا فاذهب لا أبا لك. فقال المغيرة لو لا مكان أمير المؤمنين لأسمعتك ما تكره و مضيا. قال الشعبي فلما دخل عثمان رحله دخل إليه بنو أمية حتى امتلأت بهم الدار ثم أغلقوها عليهم فقال أبو سفيان بن حرب أعندكم أحد من غيركم؟ قالوا: لا. قال: يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة فو الذي يحلف به أبو سفيان (ای لات و عزی) ما من عذاب و لا حساب و لا جنة و لا نار و لا بعث و لا قيامة. قال فانتهره عثمان و ساءه بما قال و أمر بإخراجه. قال الشعبي فدخل عبد الرحمن بن عوف على عثمان فقال له ما صنعت فو الله ما وفقت حيث تدخل رحلك قبل أن تصعد المنبر فتحمد الله و تثني عليه و تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر و تعد الناس خيرا. قال فخرج عثمان فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال هذا مقام لم نكن نقومه و لم نعد له من الكلام الذي يقام به في مثله و سأهيئ ذلك إن شاء الله و لن آلو أمة محمد خيرا و الله المستعان. ثم نزل.
شرح نهج البلاغة (ابن ابی الحدید المعتزلی) ج : 15 ص : 176
هذا إلى ما كان من مروان ابنه في افتتاحه أول فتنة كانت في الإسلام و احتقابه كل حرام سفك فيها أو أريق بعدها. و منها ما أنزل الله تعالى على نبيه (ص) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قالوا: ملك بني أمية. و منها أن رسول الله (ص) دعا معاوية ليكتب بين يديه فدافع بأمره و اعتل بطعامه فقال (ص) لا أشبع الله بطنه فبقي لا يشبع و هو يقول و الله ما أترك الطعام شبعا و لكن إعياء. و منها أن رسول الله (ص) قال يطلع من هذا الفج رجل من أمتي يحشر على غير ملتي فطلع معاوية. و منها أن رسول الله (ص) قال إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.
الغدير - الشيخ الأميني - ج 10 - ص 183
وحذا معاوية في هذه الموبقة حذو أبيه أبي سفيان فإنه كان يشرب الخمر وهو من أظهر آثامه وبوائقه ، وقد جاء في حديث أبي مريم السلولي الخمار بالطائف أنه نزل عنده وشرب وثمل وزنا بسمية أم زياد بن أبيه ، والحديث يأتي في استلحاق معاوية زيادا . فبيت معاوية حانوت الخمر ، ودكة الفجور ، ودار الفحشاء والمنكر من أول يومه ، والخمر شعار أهله ، وما أغنتهم النذر إذ جاءت ، وهم بمجنب عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - لا بل هم أهله - لعنت الخمر وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومبتاعها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وآكل ثمنها ( 1 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ پاورقى ص 183 ›
1 : 174 ، جامع الترمذي 1 : 167 ، مستدرك الحاكم 4 : 144 ، 145 . وأخرجه أحمد في المسند 2 : 71 ، وابن أبي شيبة ، وابن راهويه والبزار ، وابن حبان ، راجع نصب الراية للزيلعي 2 : 264 . ( 3 ) أخرجه ابن ماجة وابن حبان والبزار وغيرهم ، راجع الترغيب والترهيب 3 : 102 ، نصب الراية 2 : 298 . ( 4 ) أخرجه أحمد والنسائي والبزار والحاكم وصححه . راجع الترغيب والترهيب 3 : 104 . ( 5 ) أخرجه الطبراني ، وابن المنذر في الترغيب والترهيب 3 : 104 وقال : رواته لا أعلم فيهم مجروحا.
الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج 3 - ص 10
قال محمد بن عمر وهو الخبر المجمع عليه عندنا إن أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمزة بن عبد المطلب قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة (زوجة أبی سفیان و أم معاویة) فمضغتها ثم لفضتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة.
احادیث ام المؤمنین عایشه - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 324 - 326
قصة الاستلحاق (ای استلحاق زیاد بن ابیه الی معاویه) على ما ذكر المسعودي ، وابن الأثير وغيرهما ( 143 ) هي أن سمية كانت جارية للحرث بن كلدة الطبيب الثقفي وكانت من البغايا ذوات الرايات بالطائف ، وتؤدي الضريبة إلى الحرث بن كلدة ، وكانت تنزل في حارة البغايا خارجا عن الحضر ، وكان الحرث قد زوها من غلام رومي له اسمه عبيد ، ونزل أبو سفيان في أحد أسفاره في الجاهلية إلى الطائف على خمار يقال له : أبو مريم السلولي ، فقال له : قد اشتهيت النساء فالتمس لي بغيا ، فقال له : هل لك في سمية ؟ فقال : هاتها على طول ثديها ، وذفر بطنها ، فأتاه بها فوقع عليها ، فعلقت بزياد ، ثم وضعته سنة إحدى من الهجرة ، وذكروا في سبب استلحاق معاوية زيادا إلى نسبه : أن عليا لما ولي الخلافة استعمل زيادا على فارس ، فضبطها وحمى قلاعها ، فساء معاوية ذلك ، فكتب إليه يتهدده ، ويعرض له بولادة أبي سفيان ، ولما قتل علي ، وصالح الحسن معاوية خاف معاوية منه ، فأرسل إلى المغيرة وقال له : ذكرت زيادا واعتصامه بفارس ، وهو ‹ صفحه 325 › داهية العرب ومعه الأموال ، وقد تحصن بأرض فارس وقلاعها يدبر الأمور ، فما يؤمنني أن يبايع لرجل من أهل هذا البيت ، فإذا هو قد أعادها جذعة ، فذهب إليه المغيرة ، وقال له : إن هذا الامر لا يمد إليه أحد يدا إلا الحسن بن علي ، وقد بايع لمعاوية ، فخذها لنفسك قبل التوطين ، قال زياد : فأشر علي ، قال : أرى أن تنقل أصلك إلى أصله ، وتصل حبلك بحبله ، وتعير الناس أذنا صماء ، فقال زياد : يا ابن شعبة ! أأغرس عودا في غير منتبه ؟ ثم إن زيادا عزم على قبول الدعوى . وأخذ برأي ابن شعبة ، ثم وفد إلى معاوية ، فأرسلت إليه جويرية بنت أبي سفيان عن أمر أخيها معاوية ، فلما أتاها كشفت عن شعرها بين يديه ، وقالت : أنت أخي ، أخبرني بذلك أبو مريم ، ثم أخرجه معاوية إلى المسجد وجمع الناس وحضر من يشهد لزياد وكان فيمن حضر أبو مريم السلولي ، فقال له معاوية : بم تشهد يا أبا مريم ؟ فقال أبو مريم : أنا أشهد أن أبا سفيان قدم علينا بالطائف وأنا خمار في الجاهلية ، فقال ابغني بغيا فقلت له : ليس عندي إلا جارية الحرث بن كلدة سمية ، فقال : ائتني بها على قذرها وذفرها، فقال له زياد : مهلا يا أبا مريم إنما بعثت شاهدا ، ولم تبعث شاتما ، فقال أبو مريم : لو كنتم أعفيتموني لكان أحب إلي ، وإنما شهدت بما عاينت ورأيت ، والله لقد أخذ بكم درعها ، وأغلقت الباب عليهما ، وقعدت دهشانا ، فلم ألبث أن خرج علي يمسح جبينه ، فقلت : مه يا أبا سفيان ؟ فقال : ما أصبت مثلها يا أبا مريم لولا استرخاء من ثديها ، وذفر فيها ، فقام زياد فقال : أيها الناس ! هذا الشاهد قد ذكر ما سمعتم ، ولست أدري حق ذلك من باطله ، وإنما كان عبيد والدا مبرورا ، أو وليا مشكورا ، والشهود أعلم بما قالوا ، فقام يونس بن عبيد بن أسد بن علاج الثقفي أخو صفية مولاة سمية ، فقال : يا معاوية ! قضى رسول الله صلى الله عليه وآله أن الولد للفراش ، وللعاهر الحجر ، وقضيت أنت أن الولد للعاهر ، وأن الحجر للفراش مخالفة لكتاب الله تعالى ، وانصرافا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله بشهادة أبي مريم على زنا أبي سفيان ، فقال معاوية : والله يا يونس لتنتهين أو لأطيرن بك طيرة بطيئا وقوعها ، فقال يونس : ‹ صفحه 326 › وهل إلا إلى الله ، ثم أقع ؟ قال : نعم واستغفر الله ، وقال عبد الرحمن بن الحكم : ألا أبلغ معاوية بن حرب * مغلغلة عن الرجل اليماني أتغضب أن يقال أبوك عف * وترضى أن يقال أبوك زاني فأشهد أن رحمك من زياد * كرحم الفيل من ولد الأتان قال ابن الأثير : وكان استلحاقه أول ما ردت به أحكام الشريعة علانية ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قضى بالولد للفراش ، وللعاهر بالحجر ( 144 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ پاورقى ص 324 ›
( 143 ) قصة استلحاق زياد بترجمته في الاستيعاب ، وابن عساكر 5 / 409 ، وأسد الغابة ، والإصابة ، وفي ذكر أيام معاوية وسيرته من مروج الذهب 2 / 54 ، واليعقوبي 2 / 195 ، وابن كثير 8 / 28 ، وأبو الفداء ص 194 ، وفي حوادث سنة 44 عند ابن الأثير 3 / 192 بتفصيل واف ، ولمح إليه الطبري في 4 / 259 ، وبعض أخباره بترجمة يزيد بن المفرغ الشاعر من الأغاني ط . ساسي 17 / 51 73 . ‹ پاورقى ص 326 ›
( 144 ) نقلتها ملخصة من مروج الذهب في ذكره لمعا من أخبار معاوية ، والكامل لابن الأثير في ذكره حوادث سنة أربع وأربعين هجرية ، وأنساب الأشراف ج 1 ، ومن أراد المزيد فليراجع قصة استلحاق زياد من كتاب " عبد الله بن سبأ المدخل " . ( 145 ) بترجمة الصحابي الحكم بن عمرو الغفاري من طبقات ابن سعد 7 / 28 ، والاستيعاب 1 / 117 ، والطبري 6 / 141 ، وابن الأثير 3 / 202 ، والنبلاء 2 / 340 ، ولفظه : كتب زياد : ان أمير المؤمنين أمر أن تصطفى له الصفراء والبيضاء ، فكتب إليه إني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين . وأمر مناديا فنادى : أن أغدوا على فيئكم . فقسمه بينهم ، فوجه معاوية من قيده وحبسه . فمات فدفن في قيوده وقال : إني مخاصم . ( 146 ) اليعقوبي ط . دار بيروت 2 / 218.
بحارالأنوار ج : 33 ص : 214
وَ قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ (مِنْ تَارِيخِ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِي) إِنَّ مُعَاوِيَةَ أَمَرَ النَّاسَ بِالْعِرَاقِ وَ الشَّامِ وَ غَيْرِهِمَا بِسَبِّ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُ وَ خَطَبَ بِذَلِكَ عَلَى مَنَابِرِ الْإِسْلَامِ وَ صَارَ ذَلِكَ سُنَّةً فِي أَيَّامِ بَنِي أُمَيَّةَ إِلَى أَنْ قَامَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَزَالَهُ
وَ قَالَ الْجَاحِظُ إِنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ اللَّهُمَّ إِنَّ أَبَا تُرَابٍ أَلْحَدَ فِي دِينِكَ وَ صَدَّ عَنْ سَبِيلِكَ فَالْعَنْهُ لَعْناً وَبِيلًا وَ عَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً وَ كَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى الْآفَاقِ فَكَانَتْ هَذِهِ الْكَلِمَاتُ يُنَادَى بِهَا عَلَى الْمَنَابِرِ إِلَى خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَ ذَكَر الْمُبَرَّدُ فِي الْكَامِلِ أَنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيَّ لَمَّا كَانَ أَمِيرَ الْعِرَاقِ فِي خِلَافَةِ هِشَامٍ كَانَ يَلْعَنُ عَلِيّاً ع عَلَى الْمِنْبَرِ وَ ذَكَرَ الْجَاحِظُ أَنَّ قَوْماً مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ قَالُوا لِمُعَاوِيَةَ إِنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ مَا أَمَّلْتَ فَلَوْ كَفَفْتَ عَنْ لَعْنِ هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ حَتَّى يَرْبُوَ عَلَيْهِ الصَّغِيرُ وَ يَهْرَمَ عَلَيْهِ الْكَبِيرُ وَ لَا يَذْكُرَ لَهُ ذَاكِرٌ فَضْلًا وَ أَرَادَ زِيَادٌ أَنْ يَعْرِضَ عَلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ الْبَرَاءَةَ مِنْ عَلِيٍّ وَ لَعْنَهُ وَ أَنْ يَقْتُلَ كُلَّ مَنِ امْتَنَعَ مِنْ ذَلِكَ وَ يُخَرِّبَ مَنْزِلَهُ فَضَرَبَهُ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ بِالطَّاعُونِ فَمَاتَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَ ذَلِكَ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ.
بحارالأنوار ج : 33 ص : 215
قَالَ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْإِسْكَافِيُّ وَ رُوِيَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بَذَلَ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ حَتَّى يَرْوِيَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ ع وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ وَ إِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ وَ أَنَّ الْآيَةَ الثَّانِيَةَ نَزَلَتْ فِي ابْنِ مُلْجَمٍ وَ هِيَ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَلَمْ يَقْبَلْ فَبَذَلَ لَهُ مِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَلَمْ يَقْبَلْ فَبَذَلَ لَهُ ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفٍ فَلَمْ يَقْبَلْ فَبَذَلَ أَرْبَعَمِائَةٍ فَقَبِلَ وَ رَوَى ذَلِكَ
وَ قَالَ إِنَّ مُعَاوِيَةَ وَضَعَ قَوْماً مِنَ الصَّحَابَةِ وَ قَوْماً مِنَ التَّابِعِينَ عَلَى رِوَايَةِ أَخْبَارٍ قَبِيحَةٍ فِي عَلِيٍّ ع فَاخْتَلَفُوا مَا أَرْضَاهُ مِنْهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ وَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَ مِنَ التَّابِعِينَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ.
مستدركالوسائل ج : 14 ص : 17- 18
15984- 5- دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ كِتَاباً يُقَرِّعُهُ فِيهِ وَ يُبَكِّتُهُ بِأُمُورٍ صَنَعَهَا كَانَ فِيهِ ثُمَّ وَلَّيْتَ ابْنَكَ (یعنی یزید) وَ هُوَ غُلَامٌ كَانَ يَشْرَبُ الشَّرَابَ وَ يَلْهُو بِالْكِلَابِ فَخُنْتَ أَمَانَتَكَ وَ أَخْرَبْتَ رَعِيَّتَكَ وَ لَمْ تُؤَدِّ نَصِيحَةَ رَبِّكَ فَكَيْفَ تُوَلِّي عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ص مَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ وَ شَارِبُ الْخَمْرِ الْمُسْكِرِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَ الْفَاسِقِينَ وَ شَارِبُ الْخَمْرِ الْمُسْكِرِ مِنَ الْأَشْرَارِ وَ لَيْسَ بِأَمِينٍ عَلَى دِرْهَمٍ فَكَيْفَ عَلَى الْأُمَّةِ الْخَبَرَ...
الامامة والسياسة - ابن قتيبة الدينوري ، تحقيق الشيري - ج 1 - ص 211
ثم خرج (ای معاویه) ، فأمر المنادي أن ينادي في الناس ، أن يجتمعوا لأمر جامع فاجتمع الناس في المسجد ، وقعد هؤلاء حول المنبر ، فحمد الله ، وأثنى عليه . ثم ذكر يزيد وفضله ، وقراءته القرآن ، ثم قال : يا أهل المدينة ، لقد هممت ببيعة يزيد ، وما تركت قرية ولا مدرة ( 1 ) إلا بعثت إليها في بيعته ، فبايع الناس جميعا ، وسلموا ، وأخرت المدينة بيعته ، وقلت بيضته وأصله ( 2 ) ، ومن لا أخافهم عليه وكان الذين أبوا البيعة منهم من كانوا أجدر أن يصله ، ووالله لو علمت مكان أحد هو خير للمسلمين من يزيد لبايعت له ، فقام الحسين فقال : والله لقد تركت من هو خير منه أبا وأما ونفسا ، فقال معاوية : كأنك تريد نفسك ؟ فقال الحسين : نعم ، أصلحك الله . فقال معاوية : إذا أخبرك ، أما قولك : خير منه أما ، فلعمري : أمك خير من أمه ، ولو لم تكن إلا أنها امرأة من قريش لكان لنساء قريش فضلهن ، فكيف وهي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ثم فاطمة في دينها وسابقتها ، فأمك لعمر الله خير من أمه ، وأما أبوك فقد حاكم أباه إلى الله ، فقضى لأبيه على أبيك . فقال الحسين : حسبك جهلك ، آثرت العاجل على الآجل . فقال معاوية : أما ما ذكرت من أنك خير من يزيد نفسا فيزيد والله خير لأمة محمد منك . فقال الحسين : هذا هو الإفك والزور ، يزيد شارب الخمر ، ومشتري اللهو خير مني ؟ فقال معاوية : مهلا عن شتم ابن عمك ، فإنك لو ذكرت عنده بسوء لم يشتمك ( 3 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ پاورقى ص 211 › ( 3 ) زيد في فتوح ابن الأعثم : إن علم مني ما أعلمه منه فليقل فيما أقول فيه .
الغدير - الشيخ الأميني - ج 10 - ص 32 - 33
قال القرطبي في تفسيره 1 : 231 : الحادي عشر - من شروط الإمامة - أن يكون عدلا لأنه لا خلاف بين الأمة أنه لا يجوز أن تعقد الإمامة لفاسق ، ويجب أن يكون من أفضلهم في العلم لقوله عليه السلام : أئمتكم شفعاؤكم فانظروا بمن تستشفعون . وفي التنزيل في وصف طالوت : إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم . فبدأ بالعلم ثم ذكر ما يدل على القوة . وقال في صفحة 232 : الإمام إذا نصب ثم فسق بعد انبرام العقد فقال الجمهور : إنه تنفسخ إمامته ويخلع بالفسق الظاهر المعلوم ، لأنه قد ثبت أن الإمام إنما يقام لإقامة الحدود واستيفاء الحقوق وحفظ أموال الأيتام والمجانين والنظر في أمورهم إلى غير ذلك مما تقدم ذكره ، وما فيه من الفسق يقعده عن القيام بهذه الأمور والنهوض فيها ، فلو جوزنا أن يكون فاسقا أدى إلى إبطال ما أقيم لأجله ، ألا ترى في الابتداء إنما لم يجز أن يعقد للفاسق لأجل أنه يؤدي إلى إبطال ما أقيم له وكذلك هذا مثله . ه أجل : المائة ألف المقبوضة من معاوية لتلك البيعة الغاشمة ( 1 ) جعلت الفرقة لابن عمر إجماعا ، والاختلاف إصفاقا ، كما فعلت مثله عند غير ابن عمر من سماسرة النهمة ‹ صفحه 33 › والشره ، فركضوا إلى البيعة ضابحين يقدمهم عبد الله فبايعه بعد أبيه وكتب إليه ببيعته ، ونصب عينه الناهض الكريم ، والفادي الأقدس ، الحسين السبط سلام الله عليه المتحلي بآصرة النبوة ، وشرف الإمامة ، وعلم الشريعة ، وخلق الأنبياء ، والفضائل المرموقة ، سيد شباب أهل الجنة أجمعين ، وقد حنت إليه القلوب ، وارتمت إليه الأفئدة فرحين بكسر رتاج الجور ، ورافضين لمن بعده . لكن الرجل لم يتأثر بكل هذه ولم يرها خلافا ، ونبذ وصية نبيه الكريم وراء ظهره ولم يعبأ بقوله صلى الله عليه وآله إن ابني هذا - يعني الحسين - يقتل بأرض يقال لها : كربلا . فمن شهد ذلك منكم فلينصره ( 1 ) نعم : نصر ذلك المظلوم قرة عين رسول صلى الله عليه وآله بتقرير بيعة يزيد . وحسبانها بيعة صحيحة ، كان ينهى عن نكثها عند مرتجع الوفد المدني من الشام وقد شاهدوا منه البوائق والموبقات معتقدين خروجه عن حدود الاسلام قائلين : إنا قدمنا من عند رجل ليس له دين ، يشرب الخمر ، ويعزف بالطنابير ، ويضرب عنده القيان ، ويلعب بالكلاب ، ويسامر الحراب والفتيان ، وإنا نشهدكم أنا قد خلعناه . فتابعهم الناس ( 2 ) وقال ابن فليح : إن أبا عمرو بن حفص وفد على يزيد فأكرمه وأحسن جائزته ، فلما قدم المدينة قام إلى جنب المنبر وكان مرضيا صالحا فقال : ألم أحب ؟ ألم أكرم ؟ والله لرأيت يزيد بن معاوية يترك الصلاة سكرا . فأجمع الناس على خلعه بالمدينة ( 3 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ پاورقى ص 32 › ( 1 ) راجع أنساب الأشراف للبلاذري 5 : 31 . ‹ پاورقى ص 33 › ( 1 ) الإصابة 2 : 68 . ( 2 ) تاريخ الطبري 7 : 4 ، أنساب البلاذري 5 : 31 ، فتح الباري 13 : 59 . يأتي الحديث على تفصيله في هذا الجزء . ( 3 ) تاريخ ابن عساكر 7 : 280 .
الغدير - الشيخ الأميني - ج 10 - ص 255 - 256
وقال عبد الله بن حنظلة ذلك الصحابي العظيم المنعوت بالراهب قتيل يوم الحرة يومئذ : يا قوم ! اتقوا الله وحده لا شريك له ، فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمي ‹ صفحه 256 › بالحجارة من السماء ، إن رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ، والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسنا . ( 1 ) ولما قدم المدينة أتاه الناس فقالوا : ما وراءك ؟ قال : أتيتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا بني هؤلاء لجاهدته بهم . ( 2 ) وقال المنذر بن الزبير لما قدم المدينة : إن يزيد قد أجازني بمائة ألف ، ولا يمنعني ما صنع بي أن أخبركم خبره ، والله إنه ليشرب الخمر ، والله إنه ليسكر حتى يدع الصلاة . ( 3 ) وقال عتبة بن مسعود لابن عباس : أتبايع يزيد وهو يشرب الخمر ، ويلهو بالقيان ، ويستهتر بالفواحش ؟ قال : مه فأين ما قلت لكم ؟ وكم بعده من آت ممن يشرب الخمر أو هو شر من شاربها أنتم إلى بيعته سراع ، أما والله ! إني لأنهاكم وأنا أعلم أنكم فاعلون حتى يصلب مصلوب قريش بمكة - يعني عبد الله بن الزبير - . ( 4 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ پاورقى ص 255 › ( 1 ) تاريخ ابن عساكر 7 : 372 . ( 2 ) تاريخ ابن عساكر 7 : 372 ، الكامل لابن الأثير 4 : 45 ، الإصابة 2 : 299 . ( 3 ) كامل ابن الأثير 4 : 45 ، تاريخ ابن كثير 8 : 216 . ( 4 ) الإمامة والسياسة 1 : 167 .
تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 - ص 368
وبعث (عبد الله بن زبیر) إلى يزيد وفدا من أهل المدينة فيهم عبد الله بن حنظلة الغسيل الأنصاري وعبد الله بن أبي عمرو ابن حفص بن المغيرة المخزومي والمنذر بن الزبير ورجالا كثيرا من أشراف أهل المدينة فقدموا على يزيد بن معاوية فأكرمهم وأحسن إليهم وأعظم جوائزهم ثم انصرفوا من عنده وقدموا المدينة كلهم إلا المنذر بن الزبير فإنه قدم على عبيد الله ابن زياد بالبصرة وكان يزيد قد أجازه بمائة ألف درهم فلما قدم أولئك النفر الوفد المدينة قاموا فيهم فأظهروا شتم يزيد وعتبه وقالوا: إنا قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويعزف بالطنابير ويضرب عنده القيان ويلعب بالكلاب ويسامر الخراب والفتيان وإنا نشهدكم إنا قد خلعناه فتابعهم الناس.
بحارالأنوار ج : 45 ص : 167
12- فس، [تفسير القمي] ذلِكَ وَ مَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ فَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَمَّا أَخْرَجَتْهُ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ وَ هَرَبَ مِنْهُمْ إِلَى الْغَارِ وَ طَلَبُوهُ لِيَقْتُلُوهُ فَعَاقَبَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ وَ قُتِلَ عُتْبَةُ وَ شَيْبَةُ وَ الْوَلِيدُ وَ أَبُو جَهْلٍ وَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَ غَيْرُهُمْ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ طُلِبَ بِدِمَائِهِمْ فَقُتِلَ الْحُسَيْنُ وَ آلُ مُحَمَّدٍ بَغْياً وَ عُدْوَاناً وَ هُوَ قَوْلُ يَزِيدَ حِينَ تَمَثَّلَ بِهَذَا الشِّعْرِ:
لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ شَهِدُوا وَقْعَةَ الْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الْأَسَلِ
لَسْتُ مِنْ خِنْدِفَ إِنْ لَمْ أَنْتَقِمْ مِنْ بَنِي أَحْمَدَ مَا كَانَ فَعَلَ
وَ كَذَاكَ الشَّيْخُ أَوْصَانِي بِهِ فَاتَّبَعْتُ الشَّيْخَ فِيمَا قَدْ سَأَلَ
قَدْ قَتَلْنَا الْقَرْمَ مِنْ سَادَاتِهِمْ وَ عَدَلْنَاهُ بِبَدْرٍ فَاعْتَدَلَ
بحارالأنوار ج : 45 ص : 168
وَ قَالَ الشَّاعِرُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ شِعْرٌ
يَقُولُ وَ الرَّأْسُ مَطْرُوحٌ يُقَلِّبُهُ يَا لَيْتَ أَشْيَاخَنَا الْمَاضِينَ بِالْحَضَرِ
حَتَّى يَقِيسُوا قِيَاساً لَا يُقَاسُ بِهِ أَيَّامَ بَدْرٍ وَ كَانَ الْوَزْنُ بِالْقَدَرِ
فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ مَنْ عاقَبَ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ يَعْنِي حِينَ أَرَادُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ يَعْنِي بِالْقَائِمِ ع مِنْ وُلْدِهِ.
مروج الذهب – المسعودی - ج 3- ص 215
أخبرنا ابو خلیفة الفضل بن الحباب الجمحی القاضی ، عن محمد بن سلام الجمحی ، قال : حدثنی رجل من شیوخ اهل الشام عن ابیه ، قال: کنت سميراً (صاحب ستر خ. ل) للوليد ابن يزيد (بن عبد الملك بن مروان) فرأيت ابن عائشة القرشي عنده وقد قال له: غنني ، فغناه : إني رأيت صبيحة النحر * حورا نعين عزيمة الصبر مثل الكواكب في مطالعها * عند العشاء أطفن بالبدر وخرجت أبغي الاجر محتسبا * فرجعت موفورا من الوزر. فقال له الوليد : أحسنت والله یا امیری ، أعد بحق عبد شمس ، فأعاد ، فقال : أحسنت والله ، بحق أمية أعد ، فأعاد ، فجعل يتخطى من أب إلى أب ويأمره بالإعادة ، حتى بلغ نفسه ، فقال : أعد بحياتي ، فأعاد ، فقام إلى ابن عائشة فأكب عليه ولم يبق عضوا من أعضائه إلا قبله وأهوى إلى ایره یقبله ، فجعل ابن عائشة يضم ذكره بين فخذيه ، فقال الوليد: والله لا زلت حتى أقبله ، فأبرأه فقبل رأسه وقال : وا طرباه وا طرباه ، ونزع ثيابه فألقاها على ابن عائشة ، وبقي مجردا إلى أن أتوه بثياب غيرها ، ودعا له بألف دينار فدفعت إليه ، وحمله على بغلة وقال اركبها على بساطي وانصرف فقد تركتني على أحر من جمر الغضا .
شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج 17 - ص 230
قال أبو الفرج : وأخبرنا محمد بن خلف وكيع قال : حدثنا حماد بن إسحاق ، قال : حدثني أبي قال : قال أبو عبيدة وهشام بن الكلبي والأصمعي : كان الوليد (بن عقبة أخو عثمان بن عفان من أمه) زانيا يشرب الخمر ، فشرب بالكوفة وقام ليصلي بهم الصبح في المسجد الجامع ، فصلى بهم أربع ركعات ثم التفت إليهم فقال : أزيدكم ؟ وتقيأ في المحراب بعد أن قرأ بهم رافعا صوته في الصلاة : علق القلب الربابا * بعد ما شابت وشابا . فشخص أهل الكوفة إلى عثمان فأخبروه بخبره ، وشهدوا عليه بشرب الخمر ، فأتى به ، فأمر رجلا من المسلمين أن يضربه الحد ، فلما دنا منه قال : نشدتك الله وقرابتي من أمير المؤمنين ! فتركه ، فخاف علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أن يعطل الحد ، فقام إليه فحده بيده ، فقال الوليد : نشدتك الله والقرابة ! فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أسكت أبا وهب ، فإنما هلك بنو إسرائيل لتعطيلهم الحدود ، فلما ضربه وفرغ منه قال : لتدعوني قريش بعدها جلادا.
